منتديات تونس 2050
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
المواضيع الأخيرة
صحيفة الشرق الأوسط السبت مايو 22, 2021 6:39 amAdmin
صحيفة القدس العربي السبت مايو 22, 2021 6:37 amAdmin
صحيفة العرب اللندنية السبت مايو 22, 2021 6:35 amAdmin
صحيفة العربي الجديد السبت مايو 22, 2021 6:33 amAdmin
مجلة التسلية والترفيهالخميس مايو 06, 2021 11:34 amAdmin
سلسلة رمضان يجمعناالثلاثاء أبريل 27, 2021 10:19 pmAdmin
Salam | سلامالثلاثاء أبريل 27, 2021 10:10 pmAdmin
بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم

اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
المدير العام
المدير العام
المساهمات : 4143
نقاط : 5585
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 31/01/2021
العمر : 34
الموقع : تونس 2050
https://tn50.yoo7.com

أوروبا وألف ألف مصحف // أ. د. علي بن إبراهيم النملة Empty أوروبا وألف ألف مصحف // أ. د. علي بن إبراهيم النملة

الثلاثاء مارس 09, 2021 5:35 pm
أوروبا وألف ألف مصحف
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


مِن ضمن فعاليات مهرجان الجنادرية السادس "المهرجان الوطني للتراث والثقافة" إقامة الدورة الثقافية الكبرى والندوات الفكرية على مدى تسعة أيام، وكان من بين الندوات الفكرية محاضرة يوم الاثنين 8/ 8/ 1410هـ - 5/ 3/ 1990م حول وحدة أوروبا القادمة وأثرها على المستقبل العربي، وقدمها الأستاذ السيد ياسين من مؤسسة الأهرام الصحفية بجمهورية مصر العربية، وأدارها الدكتور عبدالله القويز الأمين العام المساعد للأمانة العامة لمجلس التعاون بدول الخليج العربية للشؤون الاقتصادية، وعلق عليها اثنان، أحدهما الأمين العام المساعد للأمانة العامة لمجلس التعاون بدول الخليج العربية للشؤون السياسية، والآخر الدكتور هيثم الكيلاني أحد "المفكرين" العرب.


وكنتُ ممن حضروا الندوة "المحاضرة" وتوقعت منها الشيء الذي لم أجده فيها؛ لأنها ركزت على الجانبين السياسي والاقتصادي، وكان رسم السياسة العربية مبنيًّا على هذين الجانبين، إلا أن الدكتور هيثم الكيلاني أكد على أن علاقة الدول العربية بأوروبا علاقة قديمة، وأن الخلفية التي طغت على هذه العلاقة هي الخلفية الدينية الواضحة مهما حاول البعض أن يعطيها قليلًا من الأهمية، ويؤكد الكيلاني على أن أوروبا لا يمكن أن تتصرف مع العرب بمعزل عن هذه الخلفية التي كانت ممثلة في الصراع العقيدي أثناء الحروب الصليبية، وبعد الحروب الصليبية أثناء فترة الاستعمار المباشر، ولا تزال هذه الخلفية ممثلة في هذا الصراع؛ ولذا فإن أثر أوروبا على المستقبل العربي لن يتخلى عن هذه الخلفية، ومع هذا فهناك من يريد من أوروبا أن تنظر للعالم العربي على أنه "أمة" جمعها اللسان، وليس لها الآن إصرار على الخلفية التي رسخت في الأذهان، وهذه نظرة لا يبدو منها أنها مقنعة للعرب أنفسهم وللأوروبيين كذلك، وعليه فإن العلاقة بين أوروبا والمستقبل والعرب اليوم والمستقبل علاقة تقوم على وضع الدين واحدًا من المؤثرات في هذه العلاقة.


وفي أوروبا مسلمون وبين العرب مسيحيون، والعرب يريدون ضمانات لحرية الاعتقاد لإخوانهم المسلمين في أوروبا من عرب وغير عرب، والأوروبيون يبحثون عن الضمانات التي يكفلها الإسلام لإخوانهم النصارى والمسيحيين العرب الذين يعيشون بين المسلمين، بغض النظر عن كون هؤلاء النصارى من الكاثوليك أو الأرثوذوكس، أو ربما كانوا من البروتستانت على قلة فيهم، ويعلمون هناك أن الإسلام يعامل أهل الكتاب معاملة خاصة، ما كانوا تحت ظل الإسلام وقبلوا برعايته لهم، فالخلفية لديهم - كما أكدت - موجودة، والمعلومات عندهم متوافرة.


الجاليات الإسلامية:


وإذا كانت الجاليات المسلمة في أوروبا الغربية تتمتع بميزات الديمقراطية، ويسمح لها بإقامة المراكز والمساجد والمتاجر والمدارس ويفوز فيها الحجاب في ألمانيا ثم بريطانيا ثم فرنسا، إلا أن وحدة أوروبا القادمة المرسوم لها 1412هـ - 1992م وما بعد هذا التاريخ سوف تضم أوروبا الشرقية التي لا تزال في حالة إفاقة من "الكابوس" الذي حل بها طيلة السبعين عامًا المنصرمة، وهذا زمن يصعب معه الانتقال المفاجئ إلى نظام مناقض تمامًا للنظام الذي عاش فيه ونشأ عليه ثلاثة أجيال من بني أوروبا الشرقية على الأقل، وإذا كانت ألمانيا تسعى اليوم إلى الوحدة بين شطريها فلا يتوقع أن تتم هذه الوحدة بين عشية وضحاها.


وهذا الانغلاق كان له أثره على الأقلية المسلمة في أوروبا الشرقية التي هي من أبناء البلاد، وليست جاليات عربية وهندية وباكستانية وبنغالية وفدت إليها قصدًا إلى البحث عن فرص العمل، وهؤلاء المواطنون كادوا أن ينسوا الإسلام مع غياب فرص الدعوة والنشاط الإسلامي والتضييق على الحريصين على تطبيق شرع الله فيهم في تلك البلدان، حتى فيما يتعلق بالأحوال المدنية من نكاح وطلاق وتسمية الأبناء، إضافة إلى إقامة الشعائر الدينية؛ كالصيام والصلاة المكتوبة وصلاة العيدين والسفر لأداء فريضة الحج أو العمرة، وهؤلاء أيضًا بحاجة إلى وقت ليعودوا إلى دينهم الذي يصرون على التمسك به، ولكن مع قليل من العلم الصحيح الذي أدى بهم إلى أن تتفشى فيهم الطرقية والدروشة.


هؤلاء يقيسون الآخرين عليهم غافلين عن حقيقة أنهم نشؤوا على الصفاء، وتعلموا هذا الصفاء في السنوات الأولى من دراستهم، وكانت أمامهم مجموعة غير يسيرة من الرجال القدوة، وكان الحكم فيهم منبعثًا من عقيدته، وكان الغريب عندهم أن يروا شيئًا لا يتفق مع هذا النهج من تصرفات أفراد أو جماعات.


وجانب مهم في هذا المجال يحسن الوقوف عنده هو أن جزءًا غير يسير من المسلمين في المحيط العربي باتوا يجهلون أن هناك جمهوريات إسلامية كاملة قوامها الملايين من المسلمين في الاتحاد السوفيتي، وأن هناك أقليات إسلامية غير يسيرة العدد في بقية دول أوروبا الشرقية وصلت إلى حكم الدول، وأن هذه الفئة من المسلمين أضحت في ذمة التاريخ.


وأصبحت الأسماء - مثل: بخارى وسمرقند وطشقند وأذربيجان وطاجكستان وغيرها - من معالم التاريخ التي خلفت لنا أعلامًا إذا ما ذكرت أسماؤهم راحت الذاكرة تتخبط في مجاهل الماضي، وما علم هؤلاء أن الأحفاد لا يزالون يحاولون السير على خط الأجداد.


المليون مصحف:


ولعل مِن معالم التغيير الذي يحتاج إلى وقفات: قدرة رابطة العالم الإسلامي على إرسال مليون مصحف من القرآن الكريم، مما أنتجه مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، حاولت حصر الأقليات المسلمة في كل من الصين الشعبية والهند والاتحاد السوفيتي، فأوصلهم إلى ما يزيد عن مائتي مليون "000، 000، 200" مسلم، ومن هؤلاء ما يزيد على خمسين مليون "000، 000، 50" مسلم في جمهوريات الاتحاد السوفيتي الإسلامية الست، وهي: أذربيجان، وأوزبكستان، وتركمانستان، وطاجكستان، وكازاخستان، وقرغيزيا، وهؤلاء لا يمثلون حوالي ربع سكان الاتحاد السوفيتي، ويعني هذا أننا بحاجة إلى ما يزيد على خمسين مليون نسخة من القرآن الكريم توزع على المسلمين في هذه البلاد وفي بلاد أوروبا الشرقية، علمًا أن واقع الحال أن هؤلاء لن يقرؤوا القرآن الكريم جميعهم، فهذا أمر معلوم، ولكن التغيير سيُعين على الإقبال على هذا الكتاب العظيم، ليس بالضرورة بقراءته، ولكن بمحاولة التمشي مع تعاليمه، وهذا جانب يضيف شيئًا أكبر من مجرد إرسال النسخ من القرآن الكريم، أمور أصبحت اليوم من أولويات العمل الإسلامي في مقابلة وحدة أوروبا، ولكن الصلة التي فرضتها طبيعة الاتحاد جعلت الجزء الآسيوي من الاتحاد يكون تبعًا للجزء الأوروبي، فيكون قابلًا للتطورات التي تحصل في أوروبا الشرقية على الخصوص.


ولمن يجهلون هذه الجمهوريات الست نجد أن الدكتور محمد عبدالعليم مرسي يبسط لنا بعض الأرقام التي تعين على التعرف العام على الأوضاع العلمية والإعلامية والثقافية، جاء في هذا الكتاب الذي أصدرته إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هذا العام 1410هـ - 1990م وكتبه الدكتور مرسي بعنوان "أفغانستان المجاهدة أمانة في أعناق المسلمين"، وفي الجمهوريات الست أكثر من 125 جامعة ومعهدًا عاليًا يدرس فيها مئات الآلاف من الطلاب والطالبات، وبها أكثر من ثلاثين ألف "000، 30" مدرسة ثانوية، ومدارس ثانوية متخصصة أخرى، ويصدر بها "1000" ألف صحيفة يومية، وستمائة "600" دورية علمية وثقافية، وبها أكثر من 135 مؤسسة للبحث، و"000، 30" مكتبة تحوي عشرات الملايين من العناوين.


وكل هذه الإشارات تقوي فكرة أن إرسال مليون نسخة من القرآن الكريم إنما يعد إشارة أو بداية لعمل طويل الأجل، وهذا يضفي من المسؤوليات على المسلمين مهمات أخرى هم حريُّون بالقيام بها، في الوقت الذي نرى فيه اليهود يستفيدون فائدة مباشرة من التغيير، فهذه مئات الآلاف منهم تهاجر من الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية إلى أوروبا الغربية وأمريكا، ثم إلى فلسطين المحتلة؛ ليزداد سوادهم؛ ظنًّا منهم أنهم بهذا يرهبون العرب ويدفعونهم إلى الرضا بالأمر الواقع، وقَبول دولة اليهود بتوسعاتها وتطلعاتها، وما علموا - ولا نعلم - ما سيكون المصير، ولكننا ندرك أنا إذا ظللنا على مستوى المسؤولية فلن يضيرنا العدد القادم في الوقت الذي يهمنا فيه العدد الباقي من أبناء الأمة في كل من الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية والصين الشعبية التي لا بد لها من الاهتزاز مع ما اهتز من بلاد حكمتها الشيوعية البشعة، والأهمية هذه ليست وقتية، ولم تكن وليدة الأحداث عنها مع التفاعل الذي جرته أحداث أخيرة عصفت بأوروبا الشرقية ولا تزال تعصف بها.


ولعل المجال يسمح بالتعرف على هذه الجزئية من البلاد الإسلامية في وقفات أخرى قادمة بإذن الله، نحاول خلالها تحديد حجم المسؤولية الملقاة على عواتق رجال الأمة ممن يباشرون العمل بأنفسهم أو يقفون عونًا لهم بعد الله داعمين مشجعين موجهين ومتخذي قرار، وكان الله في عون الجميع!


الجزيرة، العدد 6380. الأحد 21 شعبان 1410هـ - الموافق 18 مارس 1990م.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى